بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
و إلعن أعدائهم إلى يوم الدين
و عجل فرجهم يا كريم
لقد سخّر الله عز و جل لنبيه سليمان من قوة و جيوش من كل الأصناف المتواجدة في الكون , و وهب له القدرة على مخاطبة جميع المخلوقات على وجه الأرض و غيرها من المعجزات النبوية الخارقة , و رغم ما سخّر له الله تعالى من قوة و قدرة هائلة إلا إنه كان متواضع جدا" و لم يصب بالغرور و يسمع النصائح من الجميع بدون إستثناء أحد .
( النبي سليمان و حكمة كبير النمل )
ذات يوم كان النبي سليمان (ع) يعبر مع جيوشه أحد الوديان , و كان ذلك الوادي مملوء بالنمل و لما وصل الجيش إلى النمل صرخ كبير النمل قائلا" : يا أيها النمل إدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون .
و قد ساقت الرياح هذه المقولة إلى أذن سليمان (ع) فذهب إلى كبيرهم و سأله : هل تعرفني ؟
فأجابه كبير النمل : أجل إنك نبي الله سليمان .
فسأله سليمان (ع) مرة أخرى : هل تعلم بأني لا أمارس الظلم ؟
فأجابه كبير النمل : نعم أعرف ذلك .
فقال له سليمان (ع) : إذن لماذا حذرت النمل مني و من جنودي ؟
فأجابه كبير النمل : إني لم آمر النمل أن يذهبوا إلى مساكنهم تجنبا" لظلمك , و إنما لأن النمل لو شاهدوك مع كثر عساكرك و آلتهم العسكرية الكبيرة فسينقطعون عن شكر الله و عبادته إذ ينبغي النظر على الدوام إلى ما هو أقل أدنى .
ثم قال كبير النمل لسليمان (ع) : أتعلم لماذا سخّر الله لك الريح لكي تحمل بساط مملكتك ؟
ففكر سليمان (ع) لحظات و قال لكبير النمل : و ما رأيك أنت ؟
فأجابه كبير النمل : لكي لا يصيبك الغرور و الكبرياء , إعلم إن ملكك على مهب الريح و لذلك إبحث عن الملك الذي يستند على أساس متين و لا يحيق به الزوال و الفناء و هذا الملك موجود في الجنة فقط .
سبحان الله من حكمة كبير النمل إلى النبي سليمان (ع)
[color=red]
[center]دمتم في حفظ الرحمن